مُسَرْنَم بن نبهان
اليمن الأولى عالمياً على مستوى "السَّكَن" و"الطبقة المتوسطة" تُحقِّق أعلى نسبة تمدُّد خلال عشر سنوات
سجَّلت جمهورية اليمن الاتحادية العظمى رقماً قياسياً جديداً في مؤشّر السعادة والرفاهية العالمي يُضاف إلى سجلِّ حكوماتها المتعاقبة الطويل والحافل بالإنجازات على صعيد خدمة مواطنيها، وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم والرفاهية والرخاء.
ويعتمد مؤشر السعادة والرفاهية العالمي على مجموعة من المعايير من بينها نسبة تملُّك السكان لمنازل وبيوت خاصة، ونسبة تطابُق هذه المنازل والبيوت الخاصة مع شروط الحياة العصرية، ومدى توافرها على وسائل الراحة والرفاهية، والاتصال مع الطبيعة، والاندماج في المحيط الاجتماعي، والتفاعل الإنساني الهادِف، والتحفيز والإيجابية وإلهام ساكنيها.
ففي بند تَمَلُّك المواطنين لبيوت ومنازل، حقَّقت اليمن المرتبة الأولى عالمياً، إذ بلغت نسبة الأسر التي تملك منازل من إجمالي العدد الكلي للأسر اليمنية 99.4 في المائة، وبهذا الإنجاز غير المسبوق في تاريخ الدول والحكومات دخلت اليمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، مُتقدِّمةً بأكثر من عشر درجات على سنغافورة التي حلَّت في المرتبة الثانية بنسبة 89.2 في المائة، تليها سويسرا بنسبة 87.1 في المائة، ثم السويد بنسبة 87 في المائة، بينما حلَّت في المرتبة الخامسة كلٌّ من كندا ونيوزيلندا بنسبة تقِلّ بعشر درجات عن السويد، وتقِلّ بأكثر من عشرين درجة عن اليمن.
ويُفسِّر هذا الإنجاز التوسُّع الهائل الذي شهده قطاع العقارات في مدينة نيوصنعاء ومختلف المدن اليمنية منذ تَسَلُّم حزب "العودة إلى الجذور" المعروف بـ"حزب عج" السلطة في البلاد قبل حوالي عشر سنوات، وذلك في انتخابات رئاسية وبرلمانية على مستوى المركز والأقاليم، كانت الأكثر نزاهة وشفافية منذ أن ترسَّخ النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة في اليمن خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر الميلادي.
وفي تصريح لوكالة أنباء جمهورية اليمن الاتحادية "أجيت"، أوضحت المهندسة تَشْيِيْد صرْح الدين آل بيت مُعَمِّر الدنيا، رئيسة الهيئة الفيدرالية اليمنية للسهر على راحة المواطنين، "هيئة فيسع"، أن ما يُميز الحالة اليمنية أن الوحدات السكنية التي توفرها "فيسع" تغدو مستحقة تلقائياً بمجرد ما يُعلن المواطن الشاب عن خطبته، سواءً من مواطنة أو غير مواطنة، وبمجرد ما تُعلن المواطنة الشابة عن خطبتها، سواءً من مواطن أو غير مواطن، وفقاً لنظام تملُّك مُيسَّر وبتقسيط مريح طويل الأجل بضمان الراتب، أو بضمان الجمعيات التعاونية في الحي لمن لا يزال بدون عمل، مضيفةً إن هذه الأخيرة حالات نادرة جداً كون نسبة البطالة في جمهورية اليمن الاتحادية هي الأدنى على مستوى العالم.
ومن إجمالي الأسر اليمنية اللاتي تملك بيوتاً ومنازل، والتي تبلغ 99.4 في المائة من إجمالي عدد الأسر اليمنية ككل، هناك ما نسبته 60 في المائة من هذه المنازل عبارة عن بيوت مستقلة بنظام الفلل الحديثة، لكلٍّ منها حديقة أمامية وفناء خلفي، وكل واحدة منها مجهزة بمسبح وصالة للتمارين الرياضية، وجميعها في أحياء ومربعات سكنية مخدومة بحدائق ومتنزهات وساحات خضراء وممرات للمشي وأماكن لممارسة الرياضة، ونوادٍ اجتماعية لجعل التواصل والتفاعل بين السكان يومياً وإيجابياً ومثمراً.
ونوَّهت دراسة حديثة مشتركة لمختبر علم النفس الإيجابي ومعهد علم اجتماع السعادة التابعين لجامعة نيوصنعاء، في بني حشيش، بما أسمته "الانتقال السريع المتصاعد للمجتمع اليمني في مؤشر الدَّخل ومتطلبات العيش الكريم". فبحسب الدراسة لم تعد هناك فئات دنيا، وبات المجتمع اليمني مقسم بين طبقة متوسطة صارت عريضة وممتدة وأقرب إلى مستوى الثراء، وطبقة فاحشي الثراء.
وقبل حوالي عشر سنوات، وفقاً للدراسة، كان المجتمع اليمني على مستوى السَّكن عبارة عن ثلاث فئات بدرجات متقاربة جداً: الأولى فئة "أهل البيت"، والثانية فئة "المستأجرين"، أما الثالثة ففئة "على باب الله". والتحوُّل الكبير الذي حدث في عهد الحكومة الحالية، حكومة حزب العودة إلى الجذور "عج"، هو أن فئة "أهل البيت" باتت المتصدرة بنسبة 99.4 في المائة، بينما تراجعت فئة "المستأجرين" إلى أقل من نصف واحد في المائة، أما فئة "على باب الله" فاختفت تماماً.