مُسَرْنَم بن نبهان
جامعة يمنية حديثة تتصدَّر تصنيف Mali Bass الدولي
صُنِّفت أربع جامعات يمنية في المراتب العشر الأولى لأفضل خمسين جامعة على مستوى العالم خلال العام الجاري، وفقاً لتصنيف Mali Bass (مَلِي بَسّ) الدولي الذي أُعلِنت نتائجه مؤخراً في احتفالية نظَّمها اتحاد الجامعات العالمي في مدينة حوث شمال مدينة صنعاء، تكريماً للجامعة التي تحمل اسم المدينة نفسها، "جامعة حوث للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا الفائقة"، بسبب حصولها على المرتبة الأولى هذا العام كأفضل جامعة في العالم.
وهذه هي المرة الأولى التي تتربَّع فيها مؤسسة أكاديمية يمنية حديثة النشأة صدارة هذا التصنيف العلمي العالمي، الذي أقصى التصنيف القديم كيو إس QS World University Rankings وحلَّ محلَّه، مُتقدِّمةً بذلك على جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ حلَّا في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي، وجامعتي أكسفورد وكامبريدج من المملكة المتحدة اللتين حلَّتا في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي.
ويُعزى نيل جامعة حوث للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا الفائقة هذا التقدير العلمي والمكانة الأكاديمية العالميين إلى كونها برعت خلال عشر سنوات مضت على إنشائها في استقطاب أمهر العقول والكفاءات والخبرات وأبرز العلماء والمفكرين وفلاسفة العلوم، من الداخل والخارج، وضمَّتهم إلى هيئاتها وطواقمها العلمية والأكاديمية وفِرَقها البحثية، وطوَّرت بيئة "إيمانية يمانية" للبحث العلمي وأجواء "روحانية" مُحفزِّة ومُشجعة على الإبداع والابتكار غير مسبوقة، مُتفوِّقةً بذلك على جامعات يمنية عريقة مثل جامعة صنعاء وجامعة عدن وجامعة تعز التي حلَّت هذا العام في المراتب السادسة والسابعة والعاشرة على التوالي.
وفي حيثيات الاستحقاق، أشارت ديباجة تصنيف mali bass (مَلِي بَسّ) الدولي لهذا العام إلى أن عدد أعضاء الهيئة العلمية والأكاديمية لجامعة حوث حازوا وحدهم على ما نسبته 35 في المائة من جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد خلال العشر سنوات الماضية، بينما النسبة الباقية موزعة على بقية أفضل خمسين جامعة في العالم وجهات علمية ومؤسسات أكاديمية أخرى.
ومن بين أهم البحوث العلمية في الطب والهندسة وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والطيران والرياضيات والأمن السيبراني والبرمجيات والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، نشر العلماء والمفكرون المنتسبون إلى جامعة حوث خلال العام الماضي ما يعادل ما نشره الباحثون والعلماء المنتسبون إلى الجامعات التسع الأخرى التالية لها في التصنيف مجتمِعة، وقسمٌ كبير من هذا الإنتاج العلمي نُشِر في مجلة "المسيرة العلمية" الشهرية العريقة والمرموقة التي تُعَد أهم وأبرز مجلة علمية محكمة.
وفي كلمته في الاحتفالية، عبَّر رئيس جامعة حوث البروفيسور سراج الدين ضياء الدين عن بالغ سعادته والهيئتين الأكاديمية والإدارية للجامعة بهذا الإنجاز التاريخي العظيم، قائلاً إن الرهان معقود على جيل من العلماء والباحثين الموهوبين تُعدّهم جامعة حوث لا ليضمنوا فقط استمرارها في موقع الصدارة العلمية والأكاديمية عبر السنين، وإنما أيضاً لينهضوا ببقية الجامعات اليمنية والعربية حتى تستعيد موقعها كمصدر إشعاع وتنوير للعالم أجمع.