مُسَرْنَم بن نبهان
قطاع الهايتك في اليمن يُحقِّق نمواً سريعاً ويضيف قرابة 200 ألف وظيفة جديدة خلال عام 2023
سجَّل قطاع الهايتك (التكنولوجيا المتقدمة أو الفائقة High Technology) في جمهورية اليمن الاتحادية العظمى خلال العام الماضي 2023 نمواً كبيراً بنسبة 17 في المائة عن العام 2022 الذي سبقه. وبهذه الزيادة يكون قطاع الهايتك اليمني قد استعاد عافيته كلياً في وقتٍ قياسي، مُتجاوِزاً تداعيات أزمة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية بنجاح، وذلك على عكس القطاعات النظيرة في دول مثل الصين والولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة واليابان، التي يشهد النمو الاقتصادي فيها بشكلٍ عام، وفي قطاع الهايتك بشكلٍ خاص، تباطؤاً وانكماشاً على تفاوُت فيما بينها.
وبحسب وكالة "أجيت"، نقلاً عن التقرير الصادر عن وزارة العلوم والتكنولوجيا المتقدمة في صنعاء، وصل حجم الاستثمارات في قطاع الهايتك في اليمن خلال الربع الأخير من العام الماضي إلى حوالي 58 مليار دولار، منها 38.3 مليار دولار في شركات وادي حيدان للتكنولوجيا المتقدمة (Haydan Valley) وعلى رأسها حوثيتكنولوجيز، وتفاحة أنصاريان، والصرخة إلكترونيك. وأضاف التقرير أنه في النصف الثاني من العام 2023 تم تسجيل ارتفاع في عدد الوظائف في قطاع الهايتك بــ120 ألف وظيفة، وبـ75 ألف وظيفة في النصف الأول، ووصل إجمالي الأجور في هذا القطاع خلال العام حوالي 14.8 مليار دولار.
وتتنوَّع مجالات قطاع الهايتك في جمهورية اليمن الاتحادية العظمى بين صناعة الالكترونيات، والبرمجيات وتخزين ومعالجة البيانات الضخمة، ومنتجات الذكاء الاصطناعي لاسيما في الطب والأدوية والطيران والفضاء، والاتصالات، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، وتطوير وإنتاج السيارات ذاتية القيادة، والمركبات التي تعمل كلياً بطاقة الضوء، وتكنولوجيا القطارات الطائرة فائقة السرعة.
وتعُود صناعة الهايتك في اليمن إلى عشرات السنين، لكن أول نقلة في تطوُّر هذا القطاع تمثَّلت بتطوير أول كمبيوتر محمول محلي الصنع بالتعاون بين شركتي مؤتمرسوفت في صنعاء واشتراكيتكنولوجي في عدن في السنوات الأولى من ثمانينيات القرن العشرين، وذلك بعد سنوات قليلة من انفجار أول نموذج يمني لجهاز محمول الذي كان على شكل حقيبة كانت مخصصة للاستخدام الشخصي جداً في مكتب الرئيس أحمد الغشمي.
وبعد الانتهاء من تطوير ذلك الكمبيوتر المحمول محلي الصنع، دخلت صناعة الهايتك في اليمن مرحلة ركود قصيرة، وذلك قبل أن تعود للنهوض مجدداً، ولكن لفترة قصيرة، في معامل جامعة الإيمان على أيدي خبراء شركة إصلاحهايتك.
لكن قفزة قطاع الهايتك الكبرى في اليمن الاتحادية العظمى لم تتحقق إلا في السنوات الأولى من الألفية الجديدة في حيدان فالي بمقاطعة صعدة على أيدي جيل جديد من "الشباب" المتحمس لمعجزة "صرخة" العلم والمعرفة.