سمية الفقيه
الصهاينة لا يقتلون صهاينة مثلهم.. والحوثي ينهش لحومنا نهشاً
ما أثبتته وقائع الإجرام الحوثي والبطش والتجبر والغطرسة الذي أبدوه ويبدونه منذ أن ظهروا على مسرح الأحداث السياسية، ومنذ أن عرفناهم بعد الانقلاب البشع الذي قاموا به عام 2014، والذي بموجبه سلبوا الدولة وأخرجوها من مضامينها الدستورية والقانونية التي كانت تسير عليها، وادخلوها في معمعة وفوضى وعشوائية عارمة ونشروا الظلم والدمار بكل أرجاء البلاد، كل هذه الوقائع أثبتت النزعة التوحشية التي نشأ عليها قوم الكهف هؤلاء، في كهوف صعدة، والنزعة الدموية- التخريبية - الإجرامية التي اعتاشوا عليها كوحوش الغابات، لا تحكمهم مبادئ ولا قيم ولا أعراف ولا إنسانية ولا نسب ولا عرض ولا شرف ولا أخلاق.
أثبتت أن الصهاينة أشرف منهم، رغم كل قبحهم إلا أنهم لم يقتلوا صهاينة مثلهم، بل إنهم يعادون الفلسطينيين الذين ليسوا منهم ولا يدينون ديانتهم ولا هم منهم، ولا هم من أبناء جلدتهم، بينما الحوثيون ومنذ تسع سنوات يقتلون يمنيين مثلهم، ينهشون لحمنا نهشا ويشربون دماءنا على وقع أنغام مسيرتهم الشيطانية وزواملهم البشعة.
فأي تجبر وطغيان وغطرسة وبطش داخل نفوس قوم الكهوف هؤلاء؟ وأي جبروت يسكنهم للدرجة التي لم يعد الشهر الحرام يعني لهم شيئًا، ويطغى الإجرام على كل الحرمات؟
وأي إسلام هذا الذي ينتهجونه؟ هو إسلام غير الذي انتهجه الحبيب المصطفى منذ 1400 سنة، إسلامهم غير إسلامنا الذي يحرم القتل وسفك الدماء وترويع الآمنين وتفجير المساكن وقتل النساء والاطفال وانتهاك الحرمات.
مسيرتهم القرآنية تستقي قرآنها من منابع البطش وامتصاص الدماء وسفكه والسير على مسيرة الشياطين، غير أن الشياطين مصفدين في رمضان لكن شياطين الحوثيين طلقاء طيلة الأعوام ويعيثون في اليمن الخراب والحرائق والظلم والطغيان.
ولا ندري إلى متى سيستمر طغيانهم هذا والعالم يتفرج على إجرامهم، والشرعية تهدهدهم، في حين أنها وبموجب شرعيتها يحق لها أن تستخدم معهم القوة لبتر غطرستهم وطغيانهم، كأي شرذمة خارجة على القانون وخارجة عن أُطر الدولة والنظام، منبوذة دوليًا ومحليًا، لكنها تسرح وتمرح وتحرق وتفجر وتقتل وتسفك الدماء دونما أي رادع.
الظالمون والطغاة لم يُخلقوا من تلقاء أنفسهم، بل من زادهم طغيانًا هو الذل والهوان والضعف الذي يرونه ممن حولهم، فهواننا وضعفنا وصمتنا وصمت شرعيتنا هو من زادهم جبروتًا وهمجية أكثر من تلك التي جلبوها معهم من كهوف مران قبل عشر سنوات، بل وازدادوا تغولًا وطغيانًا وجبروتا.
رحم الله شهداء رداع وشهداء اليمن أجمعين. وحسبنا الله ونعم الوكيل.