أن تكون نازحاً شيء، وأن تغدو بسبب النزوح مستأجراً شيء آخر، ورحلة البحث عن بيت للإيجار رحلة مضنية، أو هكذا أشعر..
عامين في الإيجار، ولم أعتد على تلك المشاعر، أشعر بذل ما وبمهانة، ولم يتركني شعور أنني لست في بيتي أبداً، لا يمكنني تملك جدران ملك لغيري، هذا البيت ليس ملكي مهما حاولت إقناع نفسي، واستغرب على أولئك الذين أمضوا عشرين أو ثلاثين عامأً وهم في الإيجار، حتى صرت كلما أتحدث إلى شخص أسأله: بيتك ملك أو إيجار، ومن لم أسأله يظل السؤال في رأسي يدور كفأر يطارد في منزل محكم المنافذ، وحينما يقول ملك أقول في نفسي أمّنت الشيء الأهم، الباقي يهون، وحينما يقول لي إيجار انتفض وخاصة لو كان معروفاً أو كانت امرأة، أو عندما يقول لك لي مستأجر هذا البيت منذ عشرين أو خمسة وعشرين عاماً متفاخراً لطول المدة التي قضاها في ذاك المنزل ولم يتنقل، وتقول في نفسك كل هذه السنوات ولم تعمل على أن يكون لك بيت، إذا كان عجز طيلة كل هذه السنوات أن يؤسس له ولعائلته منزلاً فما الذي قام به إذاً؟! لست معنياً ببناء قصر أو فيلا ضخمة، يكفي بيت صغير يجمعك مع عائلتك، وليبدأ حتى بغرفة واحدة ويكبر مع الوقت، كل أسرة تقول إنها لا تملك بيتاً أشعر كأنها نموذج للشتات، ومن يمسك بجدران ولو صدئة ومتواضعة ويقول هذا كل ما استطعت كسبه في الحياة أشعر على الأقل أنه أمن ملجأ مهماً لعائلته، مهما اشتدت الظروف يبقى المنزل ركناً من الأمان والحب تعود إليه ولو جبت العالم، لتنتهي الحرب لنعود إلى ديارنا ولو كانت مهترئة بسبب الحرب، يكفي أنها ديارنا لنكون سعداء وتشعر بأنك ملك.
من صفحة الكاتبة على الفيسبوك