لا تعتقدوا أننا حين نتحدث عن مظلومية تهامة أن الظالم كان دائما من الهضبة.
صحيح أن صاحب الهضبة - وعلى مدى قرن كامل تقريبا- استخدم إمكانات الدولة لاحتلال تهامة وسفك دماء أهلها ونهب خيراتها، ولكنه فعل ذلك بمساعدة بعض المرضى وضعفاء النفوس من التهاميين الذين خلع عليهم الناهب الأكبر لقب مشائخ وقيادات وشخصيات تهامية وهم في الحقيقة مجرد أدوات. ولا زالت تلك المنهجية القذرة متوارثة في أنظمة صنعاء المختلفة حتى اليوم.
نعرف شخصيات تهامية بلغوا مناصب كبيرة في الدولة لم يكن لأحدهم كلمة ولا رأي ولا احترام. هو مجرد أداة وواجهة لشرعنة كل الجرائم والنهب والسلب والحرمان الذي يمارس ضد تهامة وأهلها.
بعض تلك الشخصيات بلغ بها الظلم والغرور حد القتل بدم بارد والنهب وشراء الأراضي من التهاميين لشخصيات ذات مناصب عليا في الدولة مثلما حصل في عبس وميدي وحرض وبيت الفقيه والدريهمي وغيرها... حيث كان يتم شراء الأراضي بثمن بخس، بل إن أحدهم بلغ به الظلم حد إدخال العصا في دبر أحد الفلاحين التهاميين.
لقد تم ظلم وقهر تهامة من قبل بواسطة مشايخ وشخصيات برلمانية واجتماعية تهامية.
لكن من السبب؟
إنه ذلك القادم من خارج تهامة الذي امتلك مقاليد الحكم ثم استخدمها في مصادرة حقوق وممتلكات التهاميين بالقوة القاتلة كما حصل في الزيدية وبني قيس قبل سنوات قلائل.
كان الظالم الأكبر غالبا يلجأ إلى اختيار الجهلة والمدانين وضعفاء الشخصية من تهامة وتمكينهم من رقاب الناس كي يستطيع ممارسة ظلمه للبسطاء بواسطة الشخصيات التي صنعها على نظره.
خلال مائة عام تقريبا تم تجريد تهامة من التعليم والتنمية وحماية القانون وتم دك أركانها بالجهل والفقر والإقصاء والتهميش حتى رضخت مكرهة لنحو قرن من الزمان تقريبا.
ليتواصل مسلسل الإذلال والافقار والتجهيل إلى اليوم. فحتى الدرامى تعاملت مع التهامي كأهبل.. مفغل.. لا يفقه شيئاً.
فبدلا من أن كانت زبيد عاصمة اليمن كلها يوما ما.. واسمها رمز للعلم والعلماء يقصدها طلاب الفقه والعلم من أصقاع العالم العربي والإسلامي قاطبة أصبحت زبيد في الوعي العام في صنعاء وغيرها مرتبطة بالمكنسين والمتسولين والشحاتين.. وأصبحت لهجة التهامي ولبسه وطريقة عيشه مثار سخرية واستهزاء.
لذا تهامة اليوم بحاجة إلى اعتراف الكل بمظلوميتها وتعويضها تعويضا شاملا وتوجيه التنمية إليها للاستفادة من خيراتها.. وهذه من أهم الأساسيات الواجب على الدولة التركيز عليها.
سنناضل كتهاميين لتغيير واقعنا ولن نخشى الا الله.
ولنا في أجدادنا الذين بلغوا بكرمهم عنان المكارم وذروتها وبشجاعتهم وفروسيتهم حدود مرسيليا في فرنسا وبلاد اسبانيا والبرتغال والهند والسند. لنا في الزرانيق وغيرهم من الأحرار ذخرا ومددا وقوة.
ولنا في الرسول النبي التهامي أسوة حسنة في الانعتاق من الظالم حتى لو كان العم وابن العم والقريب.