تحول موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في اليمن من منصات للترفيه عن الذات والتفاعل مع الأصدقاء إلى خنادق للصراعات وتصفية الحسابات وبث الأفكار الهدامة.
تعمد قطبي الحرب والحلفاء الأعداء إفساد موقع الفيسبوك كآخر متنفس افتراضي في اليمن بعد تحويل المدن إلى سجون والبلد إلى مقبرة كبرى للأبرياء.
دخلت الحرب عامها الرابع، وغدت موقع الفيسبوك أبرز نوافذ الصراع ولكل طرف مليشيات إلكترونية، ويعملون آناء الليل وأطراف النهار على ملشنة الحياة الافتراضية.
بداية نكبة اليمن كان عادياً تحويل الفيسبوك إلى نوافذ إخبارية مؤقتة، والآن أصبح لأطراف الحرب وسائلهم الإعلامية "المرئية، المقروءة، إلكترونية، المسموعة".
امتلكوا وسائلهم الإعلامية الخاصة، ولكنهم يتعمدون إفساد موقع الفيسبوك بيوميات حملاتهم المسعورة التي يغلب عليها التدليس وتسفيه الأفكار وشيطنة الخصوم وإرهاب المعارضين.
والأسوأ، تقوم المليشيات الإلكترونية بتبرير الجرائم والتحريض على الأبرياء، كما يدافعون عن العصابات الإجرامية، ويلمعون تجار الحروب ومستثمري المآسي الإنسانية دون خجل.
وبفعل عمل أطراف الحرب وفقاً لقاعدة "ذل من لا سفيه له" انحط الخطاب الإعلامي، ووصل الإسفاف إلى مرحلة عدم تفريق المواطن بين الحق والباطل والجلاد والضحية.
اللافت، تزايد شعبية السفهاء والمدلسين وحَمَلة المباخر، وخفت صوت العقل، وغاب أصحاب العقول النظيفة المتخففين من عقد الانتماءات الحزبية والجهوية والطائفية.