كان نصف سكان اليمن تحت خط الفقر قبل الحرب، وبعد أربعة أعوام من النكبة أصبح 95% من السكان يعانون من ويلات المجاعة الأكبر في العالم.
يموت الشعب جوعاً وتشرداً، ولا أحد يستشعر تبعات المجاعة وانعدام أسباب الحياة، فيما أطراف الحرب ومافيا الفساد تستثمر المآسي وتتاجر بالدماء.
من يعِش داخل اليمن يدرك فظاعة الحرب ويعرف عن قرب عمق المأساة الإنسانية في بلده المنكوبة خلافاً لمن غادر البلد، ويتحدث بخفة عن يوميات الحياة.
طبقاً لإحصائية دولية حديثة، (22 مليوناً بحاجة مساعدات إنسانية، و18 مليوناً يعانون انعدام الأمن الغذائي، و16 مليوناً بحاجة لمياه آمنة، و16 مليوناً يفتقرون لخدمات الرعاية الصحية).
حرب قذرة، وتجارها الأنذال يجمعون ثروات هائلة، ويشترك المتسلطون بتجويع الشعب، وهمهم تأمين حياة أسرهم وغَسْل الأموال المنهوبة في الداخل والخارج.
هدف الشرعية تأمين رواتب كبار موظفيها من قادة ومسؤولين - عددهم ثلاثة آلاف موظف -، في حين يؤمن الانقلاب مخصصات ثابتة للمشرفين - ويصل عددهم إلى ألفي مشرف -، وللشعب الجوع والتشرد.
وهناك مافيا فاسدة تمتهن نهب الإيرادات والاتجار بالحرب والمآسي بإشراف حكومة هادي وجماعة الحوثي، وأصبح لديهم ثروات كبيرة واستثمارات وعقارات داخل وخارج البلاد.
يستثمر هوامير المافيا الأموال المنهوبة بطرق مختلفة عبر تأسيس شركات تجارية في ماليزيا وتركيا وشراء عقارات في الأردن ومصر، وافتتاح مصارف ومحطات ومراكز تجارية وبناء فنادق في الداخل.
وقفز المتاجرون بالحرب من خانة الفقر إلى عالم المال في أربع سنوات، وأصبح لدى بعضهم شركات نفطية ومصرفية ومصانع وقنوات فضائية وإذاعات، واحتكار تجارة بعض السلع الغذائية والإلكترونيات.