دولة الإمارات تحميها بأضخم منظومة صاروخية، والسعودية والإمارات والخليج وغيرهم يساهمون بشكل جاد وقوي وفاعل في تنميتها وأمنها واستقرارها.
لم نسمع تهمة واحدة لدولة الإمارات باغتيال سياسي أو رجل أمن أو رجل دين أو تشكيل فرق اغتيالات أو إثارة الفتنة فيها أو إقامة سجون سرية أو انتهاك حقوق الإنسان، رغم أنها المركز الأكبر لحزب الإصلاح اليوم.
إنها مأرب:
مأرب التي انتقلت من محافظة لا يزيد سكانها قبل 2014م عن ثلاثمائة ألف مأربي مقصيين في قلب الصحراء إلى قرابة ثلاثة ملايين يمني اليوم، تقدم درساً بليغاً وعملياً لكل إنسان وطني ذي مشروع حقيقي غير نفعي ولا وصولي. درساً لا يزال حاضراً ويتقدم كل يوم أمام أعيننا بخطى ثابتة.
مأرب اليوم يستظل فيها التهامي والجنوبي والصنعاني والتعزي والحضرمي والريمي... وغيرهم، تحت سلطة القانون وعدالة القضاء، لا فرق فيها بين هذا وذاك، فنالت بذلك الاندماج الوطني التنمية والاستقرار والاحترام والتقدير الدولي والإقليمي والمحلي.
نحن كتهاميين وكيمنيين عموماً بحاجة لنتعلم من مأرب كيف انتقلت من تصنيفها كأحد أكبر حاضنة للتخلف القبلي والثأر والجهل والحرمان والإقصاء والتهميش ومأوى الإرهابيين وكلفوت وغيره من مفجري الكهرباء والنفط وقطع الطرق.. إلى بقعة ضوء ساطعة في ليل اليمن الحالك المتعنصر المتمنطق.. إلى قبلة لكل وطني ضاق به الحال وانسد الأفق.
السبب بسيط جداً: تخلى أهل مأرب عن مشاكلهم وثاراتهم وتعاملوا مع الجميع باعتبارهم جزءاً من هذا الوطن، لا عنصرية، لا مناطقية ضد بعضهم، ولا ضد أي منطقة أو محافظة أو مديرية في طول البلاد وعرضها.. لا مذهبية، لا طائفية، فانسجم فيها الجميع، وذابت فيها الهويات في هوية جامعة اسمها اليمن.
وفي ذات الوقت حفظ الماربيون لأنفسهم الحق في إدارة محافظتهم في أغلب المؤسسات المفصلية وتجاوزوا ذلك إلى إقرار إقليمهم واقعاً عملياً، فأشادوا المؤسسات والطرقات والجامعة والمطار والإذاعة والتلفزيون، وتمكنوا من تعزيز مواردهم والاستفادة من جميع الطاقات والقدرات والكفاءات.
إذا كان حزب الإصلاح هو من يدير مأرب منذ أربع سنوات وهذه حقيقة- فإن هذا الحزب جدير بثقة واصطفاف كل الخائفين والجائعين والمشردين خلفه.
لم نسمع مأربياً يحتج أو يحرض أو يبخس ويقلل من مأربي آخر لأنه ينتمي إلى غير حزبه أو قبيلته. بل لم نسمع تلك الاصطفافات ضد أي يمني تم تعيينه في أي منصب.
حين اشتبكت الدولة مع مجموعة قبائل الشهر الماضي، خرجت قبائل مأرب بإعلان تاريخي يعلن أنها مع الدولة والنظام والقانون.
مأرب يفد إليها سفراء العالم لمقابلة سلطانها العرادة والتهامي "سلطان الإرادة" الذي نهض بها في ظل الأمواج الهوجاء العاتية.
مأرب استبعدت العنصرية والمناطقية والقبلية والأيديولوجية، وأبقت راية واحدة قوية موحدة اسمها "الوطن"، اسمها اليمن، فنالت بذلك احترام الداخل والخارج، وحظيت بالتنمية والأمان والاستقرار.