ايها اليمنيون؛ ايها الخليجيون: لا سبيل امامنا جميعا سوى الجنوح للسلم والتعايش.
المركب تغرق وكلنا فيها في بحر متلاطم الموج عميق القعر.
ارحمو قرابة 30 مليون انسان في اليمن. غاااالبيتهم لم يعد قادرا على توفير القوت الاساسي لأطفاله.
اليمن في قلب مجاعة واحتراب داخلي وصراع قوى نفوذ محلية وخارجية على ارضه وانهيار اقتصادي مريع وكارثي.
نحن جميعا في قلب أخطر تحدي كوني ربما لم تشهده اليمن خصوصا وجزيرة العرب قاطبة منذ ما قبل سبأ وحمير؛ ولا نبالغ إذا قلنا انه التحدي الاكبر والاخطر والاكثر فتكا على الاطلاق منذ الحقب اليمانية الغابرة.
خلال أربع سنوات من الحرب فقد ملايين اليمنيين سبل معيشتهم وتوقفت اعمالهم؛ انهارت مؤسسات وشركات خاصة وعامة وفقد قرابة عشرة الاف اسرة عائلها وأصبح نسمع عن اسر كانت مستورة ميسورة الحال اضطرت بناتها للتسول وشبابها للقتال في الجبهات مقابل الاكل او احتراف الجريمة التي زادت بشكل مخيف.
الغالبية الساحقة من موظفي الدولة باتت تعمل مكرهة دون اجر لأكثر من عام.
تشرد أكثر من اربعة ملايين يمني غالبيتهم نساء واطفال الى داخل وخارج اليمن.
قرابة ثلاثة ملايين تلميذ تركوا مقاعد الدراسة مكرهين وتوجهوا الى سوق العمل.
سقوط اقتصاد اليمن سيسقط خلفه اقتصاد وسمعة ممالك ودول أخرى؛ لن تكون النتائج الكارثية التي يعيشها اليمنيون اليوم خاصة بهم ومحصورة فيهم وان كانوا المتضرر الاكبر منها كون الصراع يدور على ارضهم.
الحاجة اليوم ماسة الى رفع اصواتنا جميعا منادين بوقف الحرب والفرار الى السلام والتعايش كملجأ وحيد لما تبقى لنا من كرامة ومن حياة. ونحن قادرون على لملمة جراحنا وتحقيق تعافي ذاتي ينقذنا من الأخدود الذي ألقت بنا قوى الشر في قلبه المستعر.
جنوح الاخوة الى السلم والتعايش ليس عيبا؛ العيب والجريمة الاكبر والخزي والعار هو استمرار صراع عبثي بهذا الشكل العدمي؛ العيب والخزي ان نشهد سقوط بلادنا وامننا واستقرارنا واخلاقنا وقيمنا الانسانية ونحن صامتون.