هذا البلد بقدر ما هو مليئ بالمخربين والفاسدين والتافهين الذين تصدروا الآن وطفوا على السطح، إلا أنه يعج بالعقول النيرة والسواعد البناءة، ربما تحول مثل هذه الظروف من ظهورهم، ومن اعطائهم الفرص التي تتناسب مع قدراتهم وكفاءتهم.
مع ذلك لا ينبغي في هكذا وضع، وضع تقييم لتلك القدرات ولا الاتكال على ما يلمع فجأة أو يختفي فجأة، في ظروف مثل هذه لا يمكننا سوى العمل بالممكن والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه، فبيع الضمائر والكساد في رواج المعروض من الآراء والمواقف لا يمكن أن يبني شيئا ذا أهمية في المستقبل بقدر ما يعمل على حرق الشخوص وتآكل المهارات.
لذا ينبغي عدم فقدان الأمل بتاتا، لن يكون المستقبل كما الحاضر، والتمسك بهذا دافع قوي لعدم التوقف ولا الاتكال على الحظ والظروف، ما يمكن قوله إن كان هناك ما يمكن قوله لكل شاب أو شابة نظيف الفكر وذوي عزيمة، لا تفقد الأمل ولا تتوقف في الاستمرار في تأهيل نفسك وتنويرها ولكن مع هذا وذاك فكر جيدا بطرق تمكنك من تحقيق اكتفاء ذاتي.
فالحرب إن كانت كشفت عن فاقة المجتمع من المؤسسات والوعي بقدر ما ظهرت عوز الأفراد وفاقتهم من أي وسائل تؤمن لهم اكتفاءً ذاتياً يعينهم على تحمل الظروف ويحقق لهم قدراً من الحرية في الاعتقاد والتصرف.
لن يتحرر مجتمع يقع أفراده تحت عبودية حاجتهم وظروفهم، ولن يتحرر الفرد إلا عندما ينظر لنفسه كياناً مستقلاً تماماً عن مجتمعه ويتعامل مع نفسه بهذا الشكل، عالم بحاجة لتحقيق قدر من القوة والقدرة وإلا لن يكون بمقدورك عمل شيء لا لك ولا لغيرك.