طالما وصف الزعيم الراحل علي عبدالله صالح نفسه أثناء حكمه بالراقص على رؤوس الثعابين، وبعد أن سمنت تلك الثعابين وطفحت بسمومها وأحقادها لدغته في بغتة من الزمن، وفي خيانة لم يكن يدركها بعد أن صار وحيداً في داره يقاتل قتال الأبطال.. اليوم تلك الثعابين أصبحت راقصة، الرقص المدنس الذي تتطاير منه السموم والأحقاد التي لا تنتهي إلا بزوال تلك الثعابين، أخطر الراقصين فيها هما الحوثي والإخوان، اللذان اخترقا كل قواعد الرقص السياسي ومارسا العهر والرذيلة السياسية.
مات الزعيم الصالح الراقص الماهر وبقيت الثعابين تبيع الناس والوطن وتغني الأهازيج للبعيد الذي يصفق، ذلك البعيد المُطرَب من أعالي جبال تركيا وقباب حوزات إيران، ونحن نُسقى كأس المنون ونتجرع سموم هذه الثعابين الخبيثة.
قرأت تغريدة لأحد ثعابين الإخوان محمد الحزمي، والذي هو عضو في البرلمان اليمني الأطول عمراً في العالم، يقول إن كل شيء يسقط أمامهم كجماعة إخوانيه، فقد سقط حزب المؤتمر في صنعاء وبقي حزب الإصلاح ثم سقط الجنوب وبقي الإصلاح، يتغنى بسقوط المجتمع وبصمود حزبه المتطرف، ولذلك أسقطوا الوطن وجعلوه يتشطى من أجل أن تبقى جماعة الإخوان الإرهابية.
الحزمي هذا الثعبان الذي أجاز الزواج بالقاصرات بل وهدد إن لم يتم تشريع ذلك وقوننته، هو نفسه الذي ظهر في فيديو يغني مبتسماً لأردوغان والزنداني باعتبارهما فاتحين المشرق والمغرب، هو نفسه البرلماني الذي ينتزع أراضي الناس في مأرب محمياً بسطوة الإخوان على مأرب، هو نفسه صاحب درء المفاسد الكبرى بالصغرى، ولكن ألا لعنة الله على المفاسد الإخوانية.
الثعابين الإخوانية ترقص على حسب المزاج السياسي والمنفعة الخاصة، هي تجيد الرقص التركي والأموال القطرية تتناثر على رؤوسها، وكلما زادت قطر بالأموال ازدادت حماساً في الرقص حتى تصل دماء الناس إلى أعناقهم، واشتعلت حروباً أكثر في أي منطقة يجب أن تستحوذ عليها، الرقص والاستحواذ يكسبها المزيد من الأموال.
ليس في معاييرها الأخلاقية ما تسببه الحروب التي تشعلها من ويلات للمواطنين.
أما الثعبان الحوثي الذي يرتدي عمامة الخميني ويتزين بإصبع حزب الله اللبناني فهو يسعى إلى تحقيق ما تريده إيران بشكل رئيسي، ولأن اللحن الإيراني ممزوج بالبكائيات الحزينة، فالحوثي يرقص على سجادة إيرانية في البيوت اليمنية بعد أن أشبعها بالفراغ من أهلها إلا من جماجمهم التي يصنع منها عرشاً للحكم.
هذا الثعبان الخطير يغير جلده في كل موقف يتطلب منه ذلك، هو اليوم يتعلم درساً جديداً في الرقص داخل البيت الإيراني نفسه وعلى يد الخامنئي المعلم الذي يمتد علمه من أيام النبي حسب رسالة الحوثي له عن طريق الثعبان الصغير فليته.
تعمل إيران على أن يصل صوت الثعبان الحوثي إلى كل المحافل الدولية، وتحشد له سفراء الدول الأجنبية لديها، ولأنه ليس لديه أجنحة يمنية يطير بها فقد اتخذت له إيران نفسها وحزب الله أجنحة خاصة بهم، ويحاولون أن يصوروا للآخرين من هذا الثعبان حمامة سلام قصفوا جناحها.
اليوم هذا الثعبان بدأ يلدغ نفسه، وكل يوم نرى ونسمع عن سقوط ثعابين صغيرة ينتمون له، هذا الصراع الداخلي والاحتقان داخل البيت الحوثي هو نتيجة طبيعية للسموم التي يبثها بين الناس، وللصراع على الأموال والجبايات والسلطة.
الثعبان الحوثي لديه رؤوس كثيرة تنتمي لنفس العائلة وبنفس السموم والإتقان الجيد للرقص على وتر الدين والعترة، وهذا مما سيجعل كل رأس منهم ينفرد بذاته متوهماً أحقيته بالأموال والسلطة والبيع بلا ثمن لإيران.
لا تزال هناك ثعابين كثيرة كان الزعيم الصالح يرقص على رؤوسها، لكنه كان يحذر من ثعابين الجماعات الدينية (الإخوان والحوثي)، ويشدد على ضرورة حماية المجتمع من هذه الثعابين، حينها كنا نعتقده يستمتع بالرقص وحسب من أجل أن يبقى في السلطة مدة أطول، ولم ننتبه للغصة التي كانت تخنقه من تجاهلنا، وتركناه في النهاية وحيداً يقاتل كل تلك الثعابين، ولم ندرك إلا عندما وجدنا رؤوسنا مقطوفة ترقص عليها تلك الثعابين الحقودة وتسقينا سمومها، حتى نسينا أسماءنا واسم بلادنا التي كانت تحتضننا.