تستر إخواني على هوية متهمين بارزين في قضية اغتيال المشهري

السياسية - Thursday 25 September 2025 الساعة 08:48 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

في الوقت الذي كان يترقب الشارع التعزي كشف الحقيقة كاملة في قضية اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين افتهان المشهري، بدا لافتًا أن المؤتمر الصحفي الذي عقدته الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة الخميس، تجنّب عمدًا الإفصاح عن أسماء المتهمين المحتجزين، رغم الإعلان عن ضبط 31 متهماً بينهم سبعة على ذمة القضية، والتفاخر بمقتل المتهم الأول المدعو محمد صادق "الباسق" أثناء مواجهته للحملة الأمنية.

المؤتمر انعقد بحضور رئيس أركان محور تعز اللواء عبدالعزيز المجيدي، ونائب مدير الأمن، وقائد الشرطة العسكرية العميد الركن جلال الرامسي، وركّز بحسب ما ذكرته وكالة سبأ الرسمية على إبراز "إنجازات" الحملة خلال ستة أيام من المداهمات والملاحقات، فيما تجنبت القيادات الأمنية والعسكرية الرد على أسئلة جوهرية بشأن هوية الموقوفين وعلاقاتهم بقيادات بارزة في حزب الإصلاح.

اللواء المجيدي استعرض جهود الحملة في "تتبع المتورطين بقضية اغتيال المشهري وجرائم أخرى"، مؤكداً استمرار العمليات لملاحقة بقية المطلوبين. لكنه تحول بشكل مفاجئ في حديثه نحو "مناقب الشهيدة" والدعوة إلى المشاركة في احتفالات الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر)، في محاولة وصفتها مصادر حقوقية بأنها "قفز على جوهر القضية وتحويل الأنظار إلى قضايا رمزية عامة".

مصادر محلية أشارت إلى أن القيادات الأمنية تحاشت عمداً تأكيد أو نفي وجود أسماء قيادات إصلاحية ضمن قائمة الموقوفين، بينهم شقيق القيادي الإخواني البارز حمود المخلافي، وآخرون سبق الإعلان عن تورطهم أو تسليم أنفسهم بعد مواجهات مسلحة. هذا الصمت أثار انتقادات واسعة في الأوساط الشعبية، التي رأت أن المؤتمر الصحفي بدا وكأنه "عملية تستر ممنهجة لحماية قيادات نافذة داخل الحزب".

ولم يقدم المؤتمر أية تفاصيل شافية وكافية حول نتائج التحقيقات الأولية مع المتهمين أو أية معلومات حول تفاصيل الجريمة أو الجهات المتورطة في إدارة عملية الاغتيال، إلا ان القيادات العسكرية والأمنية المتحدثة في المؤتمر جددت التأكيد على إن الجهود الأمنية ستتواصل لإصدار مذكرات رسمية لملاحقة بقية المطلوبين أمنياً، بما في ذلك طلب التعاون مع سلطات المحافظات الأخرى. لكنه بدوره لم يشر إلى أي أسماء أو خلفيات سياسية للمتهمين، وهو ما زاد من علامات الاستفهام حول جدية التعاطي مع الملف.

المؤتمر لم يقتصر على قضية اغتيال المشهري، بل انصرف للحديث عن ملفات أخرى مثل تنظيم عمل الدراجات النارية وترقيمها، وضبط حمل السلاح، إلى جانب قضايا أمنية عامة. واعتبر مراقبون أن هذا الأسلوب يعكس محاولة لتخفيف الضغط الشعبي والإعلامي بشأن جريمة هزت تعز، وأكدت التحقيقات الأولية أن منفذيها يتمتعون بحماية من أذرع عسكرية تابعة لحزب الإصلاح.

وبينما لا يزال الشارع يطالب بكشف أسماء المتهمين الحقيقيين وتقديمهم للعدالة، تثير طريقة تعاطي الحملة الأمنية مع الملف مخاوف من أن تتحول القضية إلى "ملف معلق"، يخضع لحسابات حزبية أكثر من كونه قضية جنائية تستوجب الشفافية والإنصاف لروح الشهيدة افتهان المشهري.