لتغطية الانكشاف العسكري.. استغلال حوثي للغارات الإسرائيلية للبطش باليمنيين
السياسية - منذ ساعتان و 54 دقيقة
للمرة الثانية، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على عدد من المواقع بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، أثناء بث المليشيا الحوثية الإرهابية خطاب زعيمها الأسبوعي.
واستهدفت الغارات، بحسب مصادر محلية، ثلاثة مقرات لجهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيا الحوثية الموالية لإيران، بالإضافة إلى ثلاثة مبانٍ في حيي الرقاص ووحدة وقرب دار الرئاسة بالسبعين، وكذا محطة ذهبان الكهربائية.
وزارة الصحة بحكومة المليشيا غير المعترف بها أعلنت، في بيان متأخر مساء الخميس، مقتل ثمانية مواطنين وإصابة 142 آخرين جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء.
وفي حين زعمت الوزارة الحوثية أن فرق الدفاع المدني والإنقاذ ما تزال تواصل عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض والركام، أظهرت مشاهد مصورة لأحد المباني المستهدفة عدم صحة هذه المزاعم.
إذ أظهر مقطع فيديو عشرات المواطنين وهم يحاولون البحث بأدواتهم الشخصية عن ضحايا بين ركام المبنى الذي جرى استهدافه من قبل الطيران الإسرائيلي في حي الرقاص بصنعاء.
المبنى المكون من أربعة طوابق، أظهرت المشاهد تعرضه للتدمير الكامل جراء الغارات، كما أظهرت غياب أي تواجد لفرق "الدفاع المدني والإنقاذ" التابعة للمليشيا كما زعمت الوزارة الحوثية في بيانها.
وذات الأمر أبرزه مقطع فيديو آخر وثق عمليات إسعاف لمدنيين بواسطة دراجات نارية عقب إصابتهم بالغارة التي استهدفت أحد مباني جهاز المخابرات التابع للمليشيا الحوثية في مدينة صنعاء القديمة، وسط غياب لسيارات الإسعاف أو فرق الإنقاذ.
وأعادت هذه المشاهد التذكير بالمأساة التي تعرضت لها منازل المواطنين المجاورة لمبنى التوجيه المعنوي بحي التحرير، الذي جرى استهدافه من قبل الطيران الإسرائيلي في العاشر من الشهر الجاري، حيث استمرت عمليات البحث عن الضحايا تحت ركام المنازل لأكثر من خمسة أيام بعد الغارات.
عجز المليشيا الحوثية عن التعامل مع تداعيات الغارات الإسرائيلية على المدنيين في مناطق سيطرتها، يضاف إلى ما يؤكده استمرار هذه الغارات من انكشافها العسكري أمام التفوق الجوي الإسرائيلي، رغم مزاعمها التي تروج لها عند وقوع الغارات بالتصدي لها من قبل "دفاعاتها الجوية".
ودائمًا ما تُقابل هذه المزاعم بسخرية لاذعة من قبل اليمنيين، وهو ما يفسر ربما غياب هذه المزاعم في غارات الخميس، حيث لم يظهر ناطق المليشيا المدعو يحيى سريع ببيان يزعم فيه تصدي الدفاعات الجوية للمقاتلات الإسرائيلية، كما كان معتادًا في الغارات السابقة.
ورغم هذا الانكشاف الذي تظهره المليشيا الحوثية أمام الغارات الإسرائيلية، إلا أنها ركزت على محاولة استغلال هذه الغارات في تبرير المزيد من القمع والبطش بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها.
حيث سارعت المليشيا الحوثية إلى تكرار تهديداتها بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها باعتقال من يقوم بأي توثيق للغارات الإسرائيلية تحت مبرر "خدمة العدو"، في خطوة تفضح مزاعمها المتكررة بأن الغارات تستهدف فقط المدنيين، وليست مواقع تابعة لها ولقياداتها.
محاولة المليشيا الحوثية استغلال الغارات الإسرائيلية لقمع المجتمع في مناطق سيطرتها بدت واضحة في مضامين البيان الصادر عن جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيا حول استهداف الغارات لمقراته الخميس.
البيان تحدث عن مزاعم إفشال ما وصفه بـ"مخطط العدو"، حيث قال إن الغارات استهدفت محيط معتقلات تابعة للجهاز "ليُمكّن السجناء من الفرار"، بهدف صناعة "فوضى وانفلات أمني" في مناطق سيطرة المليشيا، حد زعم البيان.
وزعم البيان أن الغارات هدفت إلى إطلاق سراح "خلايا العدوان المسجونة في إصلاحية وسجن الأمن والمخابرات، والذين أداروا في السابق أجندة العدو في الميدان، من اغتيالات وتفجيرات، وإحداثيات للعدوان".
ويكشف البيان محاولة مليشيا الحوثي الإرهابية استغلال الغارات الإسرائيلية لتبرير جرائمها باختطاف الآلاف من اليمنيين في سجونها ومعتقلاتها، وتأكيد مزاعمها بحقهم كـ"جواسيس وعملاء"، وتحويل ذلك إلى مبرر لمضاعفة جرائم الاختطاف بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها تحت هذه اللافتة.