دبلوماسي بريطاني: الحوثيون عملاء لطهران وليسوا مجرد وكلاء وقوتهم العسكرية لن تضمن لهم الاستقرار

السياسية - Friday 25 December 2020 الساعة 08:20 pm
عدن، نيوزيمن:

قلل الخبير البريطاني بالشأن اليمني “نويل برهوني” من قدرة الشرعية على الانتصار العسكري على الحوثي، وبنفس الوقت من قدرة القوة الحوثية العسكرية على فرض الاستقرار لحكمها في المناطق تحت سيطرتها، وأن “ضغوطاً اقتصادية شديدة يمكن أن تقوض سيطرتهم على المدى المتوسط”، مضيفاً: “صحيح أنه يتم قمع أي معارضة لهم بلا رحمة لكن يبدو أن هذه المعارضة تتزايد”، قائلا: “الحوثيون هم عملاء لطهران وليسوا مجرد وكلاء”.

معتبراً “تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية” هو أكثر الاحتمالات لإحداث تحول ضد الحوثيين على الأرض، قائلاً إنها “ستشكل ضغطاً كبيراً على اقتصاد الحوثيين، كما ستضعف حملتهم العسكرية”.

وقال برهوني، وهو مؤلف كتاب "اليمن المقسم" وديبلوماسي بريطاني سابق، عضو الهيئة الاستشارية لمجموعة أصدقاء اليمن في حزب العمال: “يحتاج الحوثيون إلى اتفاق لكنهم يعتقدون أنهم ما زالوا أقوياء بما يكفي للمطالبة بتنازلات وفرض شروط قبل أي محادثات”.

وعن الإصلاح قال نويل: “هو الحزب المتجذر في الهيكل السياسي في اليمن لكنه يضم جماعة الإخوان المسلمين. يعد الإصلاح قوة رئيسية في مدينتي مأرب وتعز اللتين تقعان تحت سيطر الحكومة، كما أن نفوذه في الجيش مهم بالنسبة للمملكة العربية السعودية في هذه الحرب”، وأنه أضعف (المجلس الانتقالي) في أبين وشبوة وحضرموت، وهي المناطق التي تحت سيطرة الجيش اليمني، ولا سيما العناصر المرتبطة بالإصلاح”.

يشير إلى “سحب معظم القوات الإماراتية عام 2019 على الرغم من أن الإمارات ما تزال عضواً في التحالف العربي، وما تزال تقوم بتمويل المجلس الانتقالي الجنوبي، وتوفر الأسلحة للقوات المتحالفة معه، وهي القوات التي ساعدت الإماراتُ في تجنيدها وتدريبها وتجهيزها وتوجيهها، واستخدامها كحائط صد ضد القاعدة (الذي وإن ضعفت قوته إلا أنه لم يتم القضاء عليه) وربما لمواجهة نفوذ الإصلاح أيضاً”.

مشيراً إلى أن “هناك مثلاً قوة كبيرة يقودها طارق، ابن شقيق الرئيس السابق صالح، وهي تسيطر على معظم مناطق تهامة الجنوبية وباب المندب. سيحتاج أي اتفاق سلام إلى القبول به من قبل مراكز القوى المحلية هذه. الإمارات العربية المتحدة، من خلال دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي ولطارق صالح، لها نفوذ كبير غير أنها، ومنذ بداية الحرب، رفضت التعاون مع الإصلاح بسبب صلته بالإخوان المسلمين، وهي بالتالي لا ترغب في رؤية الجنوب يقع تحت سيطرة الإصلاح”.

وعن السعودية قال: “تبحث على مخرج من هذه الحرب الباهظة الثمن (لكنها) لا تريد مكافأة من تعتبره وكيلاً إيرانياً يشكل تهديداً مباشراً للأراضي السعودية من خلال التوغلات عبر الحدود وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه المدن السعودية”، قائلا: “لقد ازداد الدعم الإيراني للحوثيين منذ بداية الحرب، وهو الأمر الذي تثبته الصواريخ والطائرات بدون طيار الأكثر تقدماً التي يستخدمها الحوثيون، ويبدو أن إيران ترى في اليمن مسرحاً مهماً في تنافسها الإقليمي مع المملكة العربية السعودية، حيث يمكن لها باستثمار صغير نسبياً أن تضر بالمصالح السعودية؛ فالحوثيون هم عملاء لطهران وليسوا مجرد وكلاء”.

وقال: “منذ فترة والقادة السعوديون يتحدثون مع الحوثيين، ومؤخراً تم رفع مستوى التواصل إلى مستويات أعلى لكن دون أي نتيجة حتى الآن. يريد الحوثيون إجراء مفاوضات مباشرة مع السعودية تنسجم مع مقولتهم بأن الحرب هي حرب ضد معتدين أجانب، وهم بالتالي يسعون إلى استبعاد الحكومة المعترف بها دولياً. ومع ذلك فلا يمكن تهميش هادي وحكومته لأسباب ليس أقلها أن شرعيتهم، التي أقرتها الأمم المتحدة، تمنحهم أدوات قانونية وإدارية ومالية، إلى جانب الحصار الذي يفرضه التحالف العربي على البحر والمطارات، وهو ما يفضي إلى تفاقم الضغوط المالية التي يواجهها النظام الحوثي”.