خمس مدن يمنية تتصدَّرها "جعار" و"ضحيان" ضمن أفضل 10 مُدُن في العالم في جودة الحياة
تقارير - Monday 25 December 2023 الساعة 10:50 amصُنِّفت خمس مدن يمنية في المراتب العشر الأولى ضمن قائمة أفضل ثلاثين مدينة في العالم من حيث جودة الحياة الشاملة وسبل العيش السليم المتوائم مع التوازن البيئي ومعايير الاستدامة، وفقاً للتقرير الأخير الصادر عن هيئة فحص جودة الحياة على كوكب الأرض التابعة للأمم المتحدة.
وهذه المدن اليمنية الخمس هي: مدينة "جعار" التي حلَّت في المرتبة الثانية في التصنيف العالمي، بعد مدينة "فانكوفر" الكندية التي حلَّت في المرتبة الأولى، ثم مدينة "ضحيان" التي جاءت في المرتبة الرابعة، ثم مدينة "الحبيلين" في المرتبة السابعة، وفي المرتبتين التاسعة والعاشرة حلَّت كلٌّ من "رداع" و"التربة" على التوالي.
>> لمتابعة الحلقات السابقة اضغط هنا
ويتم اختيار المدن وترتيبها، في هذا التصنيف العالمي الأعلى دقةً وموضوعيةً، بناءً على الدرجة التي حقَّقتها في سُلّم الشروط والمعايير المتعلقة بأمن وسلامة البيئة الخارجية، والاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي، والسلامة الغذائية، والرعاية الصحية الجسدية والنفسية والعقلية، وانعدام أو تدنِّي مصادر التلوث بمختلف أنواعه وأشكاله، ومدى توافق الأنظمة الزراعية والغذائية والصناعية والسياحية والتعلمية والعمرانية مع أهداف تحقيق التوازن الطبيعي والاستدامة البيئية.
وكانت الهيئات التنفيذية والمكاتب البلدية في هذه المدن اليمنية الخمس، وبالتنسيق مع الحكومة المركزية في العاصمة والهيئات الفيدرالية، قد انهمكت على مدى الأعوام الماضية في العمل على مواءمة وَضْع مدنها هذه مع معايير جودة الحياة الشاملة وشروط العيش السليم والصحي من كل النواحي، وباتت هذه المدن مقصداً للإقامة والسكن من الفارين من زحمة وضجيج المدن الرئيسية الكبرى في اليمن، التي تتركز فيها معظم أعمال الصناعة والتجارة والاقتصاد وأسواق البورصة والتداولات المالية كصنعاء وعدن والغيضة والمكلا وتعز والحديدة.
>> تعاون طبي بين جامعة صعدة وشركة دوائية ضالعية ينتج علاجاً ثورياً لمرض السكري
ورصد مراسلو وكالة أنباء جمهورية اليمن الاتحادية العظمى (أجيت) بعض أبرز مظاهر التحوُّل العظيم في مديني "جعار" و"ضحيان" بعد تصنيفهما في المرتبتين الثانية والرابعة على التوالي، قائلين إن أول ما لفت أنظارهم هو خُلُوّ المدينتين من أي مصادر للتلوث البصري والسمعي والجمالي والبيئي؛ فالشوارع في غاية الاتساع والنظافة، تصطف على جوانبها بنايات سكنية وفلل مكتملة ومرتبة ذات طابع معماري متجانس وفي الوقت نفسه متنوع وغني بالتفاصيل، والوصول إلى المتاجر سهل وسلس، والمساحات الخضراء والحداق العامة تتخلل معظم أجزاء المدينتين بما يجعل منهما واحتين فريدتين، وجميع تمديدات أسلاك الكهرباء والهاتف والمياه أرضية مخفية، وأنظمة المواصلات العامة متقنة وعملية، وكلا المدينتين مزودة بشبكة مترو تحت الأرض تجعل من التنقل سهلاً ويسيراً، ومسارات الدراجات الهوائية ومسارات مُحبي رياضة المشي تُجاوِر بعضها على امتداد مختلف شوارع المدينتين الرئيسية منها والفرعية، والأماكن المخصصة لممارسة أنواع مُختلِفة من الرياضة منتشرة في كل مكان ومتاحة للعموم.
وفي تقريرٍ مفصَّل على موقعها على الانترنت، أجرت وكالة "أجيت" مقارنة بين مدينتي "جعار" و"ضحيان" والثلاث المدن اليمنية الأخرى التي حلَّت في المراتب السابعة والتاسعة والعاشرة، موضحةً أن تلك الأمور التي سبق ذكرها الموجودة في "جعار" و"ضحيان" هي ذاتها مزايا موجودة في المدن اليمنية الأخرى الثلاث، "الحبيلين" و"رداع" و"التربة".
لكن بحسب التقرير، فإن ما تمتاز به "جعار" و"ضحيان" زيادةً على ذلك، والذي بسببه أُدرِجتا بين الأربع المدن العالمية الأعلى تقييماً، هو أن المدينتين الواقعة أولاهما في مقاطعة أبين والثانية في مقاطعة صعدة، تتوافران على أفضل أسواق ومحلات بيع المنتجات الغذائية العضوية المحلية المنتشرة في جميع أحياء المدينتين، وتتميزان بمطاعهما الفريدة التي تلبي رغبات النباتيين وكذلك أصحاب الحمية العذائية الصحية "الدايت".
>> "ذمار الدولي" بين أهم 10 مطارات في العالم، وحاكم ذمار يعدّه تأكيداً على عالمية "النموذج اليمني"
وفي إطار التأكيد على الاستدامة البيئية وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، تمتاز "جعار" و"ضحيان"، وباقي المدن اليمنية الثلاث أيضاً، بأن لديها أنظمتها الخاصة لمعالجة مياه الصرف الصحي وفقاً لأحدث التكنولوجيات العلمية المطوَّرة محلياً، وإعادة استخدام المياه المعالجَة والمنقَّاة لري الحدائق العامة والمتنزهات والمساحات الخضراء.
وطوَّرت المدن الخمس، كلٌّ منها على حِدة، أنظمة لترشيد استخدام الطاقة الكهربائية والموارد المائية وتقليل الانبعاثات الكربونية في المنازل وأماكن العمل والأماكن العامة، وذلك من خلال آلية حوافز ناجعة وفعَّالة قائمة على المكافآت والإعفاءات التي تُمنح بمقدار الإسهام في تقليل هَدْر الموارد وتخفيض البصمة الكربونية، سواء على مستوى الجهد الفردي، أو الإسهام المجتمعي على مستوى كل حيّ، وهو ما يُشجع التنافس الإيجابي على مستوى أحياء كل مدينة من المدن الخمس.
ومن المتوقَّع في ضوء التصنيف، وابتداءً من هذا الصيف، أن تجتذب هذه المدن الخمس أعداداً متزايدة من السياح من مختلف أنحاء العالم، يُقدِّر بعضُ خبراء السياحة والسفر أن أعدادهم ستكون بالملايين، وذلك للتمتُّع بتجربة جودة الحياة في هذه المدن على مستوى السكن والطعام والترفيه والتجوُّل عبر بيئة صحية خضراء صديقة للبيئة.
>> اليمن تُهدِّد بوقف تزويد مصانع الغرب بالرقائق الإلكترونية إذا لم يُوقِفوا حرب إسرائيل على غزة
ومن المتوقَّع أيضاً أن يُطلِق هذا التقديرُ العالمي الذي حظيت به تلك المدن الخمس سباقاً على مستوى جمهورية اليمن الاتحادية العظمى ومحيطها الإقليمي الأوسع، إذ ستسعى العديد من المدن اليمنية ومدن أخرى في الدول المجاورة على استيفاء شروط ومعايير التصنيف لكي تحجز موقعها في الأعوام التالية ضمن قائمة أفضل مدن العالم من حيث جودة الحياة.