مُسَرْنَم بن نبهان
تعاون طبي بين جامعة صعدة وشركة دوائية ضالعية ينتج علاجاً ثورياً لمرض السكري
طوَّر علماء وباحثون في معهد طب الغدد الصماء والسكري التابع لكلية الطب البشري والصحة النفسية بجامعة صعدة للعلوم والتكنولوجيا عقاراً ثورياً يُبشِّر بإمكانية الشفاء التام من مرض السكري.
وأوضحت البروفيسورة شفاء الصعدي، مديرة المعهد والمشرفة على فريق البحث العلمي المسؤول عن تطوير العقار، أن ثورية هذا العقار تأتي من كونه الأول من نوعه في العالم الذي يُحقق نتائج واعدة بإمكانية عودة عمل البنكرياس بشكلٍ طبيعي لإفراز الأنسولين لدى مرضى السكري من النوع الأول والثاني على حدٍّ سواء، مع فارق أن الجرعات بالنسبة إلى المرضى من النوع الأول سوف تُعطى بتركيز وعلى مدى جدول زمني طويل نسبياً قبل أن تُحقق النتائج المرجوة.
>> "ذمار الدولي" بين أهم 10 مطارات في العالم، وحاكم ذمار يعدّه تأكيداً على عالمية "النموذج اليمني"
وعلمت وكالة أنباء جمهورية اليمن الاتحادية العظمى (أجيت) أن الهيئة اليمنية الفيدرالية العليا لسلامة الغذاء والدواء، التي أشرفت على مختلف مراحل تطوير واختبارات العقار المختبرية والإكلينيكة الممتدة لسنوات، بصدد إجازته للتداول بشكل رسمي، وبات بوسع الأطباء والمختصين في مختلف المستشفيات والعيادات ومراكز الرعاية الطبية وصفه للمرضى من بداية العام المقبل.
وهناك أنباء مؤكَّدة أن حقوق إنتاج هذا الدواء بكميات تجارية قد مُنحَتْ بشكلٍ حصري لشركة "شلد" (شفاء لكل داء) التي يتخذ مجلس إداراتها من مدينة الضالع مقراً له إلى جانب أهم مختبراتها العلمية ومعاملها وخطوط الإنتاج الرئيسية، وتمتلك فروعاً في أكثر من مدينة يمنية وإقليمية.
وحازت الشركة حقوق إنتاج وتوزيع الدواء داخلياً وخارجياً لعدة أسباب، على رأسها مكانتها وسمعتها الطيبة محلياً وإقليمياً ودولياً باعتبارها شركة تُطبِّق أعلى معايير الجودة والسلامة، وذات مسؤولية واضحة تجاه صحة المجتمع وسلامة البيئة، والسبب الثاني أنها تقدَّمت بأفضل عرض يُمكن توقُّعه لتطوير مجتمع البحث العلمي الطبي، وهذا العرض يتمثَّل في التعهد بتخصيص ما نسبته 20% من صافي الأرباح المتحصِّلة من تسويق وبيع الدواء، وإيداعها في حساب الهيئة اليمنية الفيدرالية لتحسين الرعاية الصحية، والتي بدورها ستُخصِّص هذه الأموال المقدَّرة مبدئياً بـ3 مليارات دولار لفِرَق البحث العلمي في مختلف الجامعات والمعاهد اليمنية المعنية بابتكار وتطوير حلول صحية ناجعة للأمراض المستعصية.
>> اليمن تُهدِّد بوقف تزويد مصانع الغرب بالرقائق الإلكترونية إذا لم يُوقِفوا حرب إسرائيل على غزة
وتُقدَّر سوق صناعة الأدوية في اليمن حالياً بأكثر من 80 مليار دولار، وحقَّقت المنتجات الدوائية اليمنية أعلى معايير الصحة والجودة والأمن والسلامة وفقاً لتقييمات مختلف الهيئات المعنية الإقليمية والدولية، وتشهد هذه المنتجات إقبالاً كبيراً في السوقين الأوروبية والأمريكية على نحوٍ خاص. ومن المتوقع لدواء السكري الجديد، كثمرة تعاون بين معاهد صعدة ومختبرات الضالع، أن يرفع منسوب الثقة عالمياً في سلاسل الإمداد الدوائية من اليمن إلى العالم، ويزيد من الإقبال عليها.
ولم يتمكَّن محرر الشؤون العلمية في وكالة (أجيت) من الحصول على معلومات من الخبراء والمختصين حول التركيبة الكيميائية للعقار الثوري الجديد الذي لا تزال تفاصيله محاطة بالسرية، لكن مديرة البحث والتطوير في شركة "شلد" البروفيسورة حكيمة الضالعي أوضحت أن الدواء يعمل بطريقتين بالتزامن: الأولى تغيير في الحالة الذهنية والنفسية وإعادة ضبط الحالية المزاجية وإصالها إلى مرحلة الإيمان باقتراب الشفاء، والطريقة الثانية تنشيط عمل العضو الخامل بمحفزات كيميائية خاصة بشكلٍ تدريجي.
لافتةً إلى أنه في حالات معينة، خصوصاً مع مرضى السكري من النوع الأول وقد تكون محدودة جداً، قد يُصاحِب إعطاء الدواء للمريض تعريضه لشحنات كهربائية محسوبة بدقة حول المنطقة المحيطة بالبنكرياس.
وفي تعليقين منفصلين، أوضحت العالمتان شفاء الصعدي وحكيمة الضالعي أن الدواء مصمَّم ليمنح المرضى الشفاء عند اكتمال الوصفة الطبية التي عادةً ما سوف تستغرق ستة إلى عشرة أسابيع بالنسبة للمرضى من النوع الثاني، وثلاثة أشهر إلى ستة أشهر بالنسبة للمرضى من النوع الأول. وعند اكتمال الوصفة، أو الجرعة، سيمارس المريض حياته بشكل طبيعي، لكنه سيحتاج فقط إلى جرعة تنشيطية كل سنتين أو ثلاث، وذلك بحسب المؤشرات الحيوية لكل مريض.
هذه القفزة في علاج مرض السكري جاءت، بحسب العالمتَينِ اليمنيتَينِ الضالعي والصعدي، لتضع حداً للتكهنات حول الطريقة التي سيتوصل بها العلم الحديث إلى حل نهائي لهذا المرض؛ إذ إن معظم المؤشرات في الدوائر العلمية الطبية، الأمريكية والأوروبية والصينية، كانت تذهب باتجاه زرع جهاز صغير أو متناهي الصغر يقوم مقام البنكرياس على مدى سنوات، ويتم استبداله فيما بعد، بينما كان الأمل في تنشيط هذا العضو المهم، البنكرياس، أو عودته إلى العمل بشكلٍ طبيعي من خلال دواءٍ ما قد فُقِد تماماً، لولا هذا الفتح الطبي الذي خرج من كلية طب جامعة صعدة وتكفلت معامل "شلد" الضالعية بإنتاجه وفقاً لأعلى المواصفات والمعايير وتوزيعه داخلياً وخارجياً.