هل تنتظر أبين وصول الحوثي على أطقم ابن عديو؟

تقارير - Sunday 31 October 2021 الساعة 07:05 am
شبوة، نيوزيمن، خاص:

تمثل خيانات الإخوان المسلمين في شبوة تهديدا وجوديا ليس لشبوه فقط، بل للمحافظات المجاورة والأقرب جغرافيا لها مثل أبين وحضرموت وهو ما يستدعي تحرك قبائل أبين وحضرموت وقواها الحية لإيقاف العبث الذي يمارسه الإخوان وابن عديو في شبوة.

حين سقطت مديريات البيضاء كان ذلك إنذارا مبكرا بخطر داهم يتجه نحو مديريات التماس مع البيضاء غير أن مليشيات الإخوان لم تلتفت لهذا الخطر كونها كانت تبطن خيانة كبيرة تقضي بتسليم مديريات بيحان للحوثيين.

لم تتحرك مليشيات الإخوان أو معسكراتهم حين عسكر الحوثيون في رأس جبهة القنذع وحشدوا قواتهم واستعدوا للاجتياح السلس لمساحة جغرافية كبيرة من أرض شبوة لأن المخطط كان إفساح الطريق للحوثيين للوصول إلى هذه المناطق.

محافظتا أبين وحضرموت بمكوناتهما القبلية والسياسية والعسكرية فيهما، مطالبتان بتحرك مسؤول يستبق تسليم الإخوان بقية مديريات شبوة للحوثيين ليس دفاعا عن شبوة، بل حماية لأبين وحضرموت، فدخان الجار لا يتوقف عند نافذته بل يصل لبيوت جيرانه.

كما أن هناك قبائل تمتد جغرافيا في إطار محافظتي أبين وشبوة وحضرموت وشبوة وهذا يجعل خطر الإخوان كامناً في قلب عتق ويمثله المحافظ ابن عديو وفريقه من القادة العسكريين المنتمين للإخوان المسلمين.

ما حصل في حريب وجبل مراد والجوبة يمثل نموذجاً مصغراً لما ينتظر محافظات أبين وحضرموت وشبوة، لأن سقوط حريب مثّل طعنة في ظهر الجوبة واختراق الحوثيين لجبهات الجوبة والتقدم عسكريا خنق مديرية جبل مراد وجعل سيطرة الحوثيين عليها مهمة هينة.

لا تتوقف مليشيات الحوثي على حدود جغرافية بين المحافظات، بل تتحرك عسكريا وفق تخطيط ينظر لليمن كلها ك"مسرح عمليات واحد"، وهنا تتوجب عملية التحرك ضد مليشيات الحوثي بتأمين شبوة من خطر الإخوان الوجه الآخر للحوثيين أو القوة المتقدمة لهم خارج تواجد قواتهم.

ابن عديو وفريقه الإخواني يمثلون تهديدا حقيقيا لأمن أبين وحضرموت والرهان على تمثيله للشرعية أو اعتباره محافظا معينا من الرئيس لا يمنع خطورة السماح ببقائه في منصبه وفي التحكم بمسار معركة معروفة نتائجها سلفا.

تحتاج أبين ليس إلى شرعية ابن عديو وهادي التي ستجلب الهزيمة والحوثي إلى الديار، بل إلى تحرك مسؤول يعتمد على الذات وحلفاء صادقين قادرين على هزيمة مشاريع المليشيات بشقيها الإخواني والحوثي.

لم تنقذ شرعية العرادة قبائل مراد من جحافل الحوثيين وجرائمهم رغم تصدر قبائل مأرب للمواجهة مع الحوثيين طوال 7 سنوات، بينما تحررت مأرب في 2015م بفزعة أصيلة من قوات عربية إماراتية شاركت المأربيين في القتال ووفرت الدعم والسلاح وكل ما تحتاجه المعركة.

الشرعية ليست جيشا فضائيا يحتكر المعركة والنصر على الحوثي، بل عنوان عريض للهزيمة والفساد والمحسوبيات والتآمر وجلباب مطرز بأطماع الإخوان ومشاريع الإثراء والنهب واحتكار الامتيازات والمصالح ضمن عصابات شللية تدور في فضاء مصالحها وليس في فضاء معركة الشعب والوطن.

أبين عليها أن ترفع صوتها عاليا وتحدد خياراتها وفق مصالح أبنائها وليس وفق أهواء هادي وأحمد الميسري، وقبائل أبين ومجتمعها الحي بحاجة لتحرك يضع تأمين أبين في مقدمة خيارات الجميع قبل فوات الأوان.


تستطيع أبين بناء قوة قبلية خالصة التوجه ضد المليشيات الحوثية وتعمل على نسج تحالفات جديدة خارج الشرعية بيت الهزيمة. فمن غير المعقول أن تبقى أبين ورقة في ملف الجنرال علي محسن وتدفع إزاء هذا الإخلاص ثمنا قد يكون سقوطها في أيدي الحوثيين وهي تنتظر فزعة الهاربين من نهم إلى أطراف شقرة.