البريطانيون يشمتون لوفاته.. حزن يمني عارم لرحيل بطل العالم مارادونا

تقارير - Saturday 28 November 2020 الساعة 07:49 pm
عدن، نيوزيمن، فاروق ثابت:

ذلك الطفل الفقير الذي عرفته شوارع وأحياء "بورينيس ايريس"، ببؤسه وحزنه الا من استهوائه لرياضة كرة القدم، منذ صباه كان يشق طريقه بقوة مذهلا كل من حوله في "فيلان فيرتو" منذ فريق "لوس سيبولبيتاس" أي "البطل الصغير" وحتي "ارجنتينوز".

منذ الثامنة من عمره كان دييجو ماردونا يسحر كل من يشاهد قدمه الاسطورية وهي تسوق الكرة بعبقرية لاعب عالمي محترف وليس طفل حارة طامح.

انتشر سحر الأسطورة في العالم حين بلغ الشباب وانطلق مع الارجنتينوز، وبينما بات ديجو نجماً عالمياً تتهافت عليه الكاميرا والتلفزة والصحافة لالتقاط صور خاصة به، كان ثمة طفل آخر يشاهده هناك من وراء المحيطات ويتوق لمتابعة مبارياته الدولية التي لا يتذكر منها سوى ماردونا وصياح تسجيله للأهداف.

في أحد وديان قرية نائية من قرى تعز كان ذلك الطفل يسابق أقرانه على التقاط الكرة وتسجيل الأهداف مطلقاً على نفسه "اللاعب الماردوني" وهو ما يثبت أن سحر الأسطورة لم يكن حكراً على الكبار فقط، وانما أسر الصغار والكبار معاً وفي كل دول العالم الفقيرة والغنية معاً.

يسجل التاريخ أن اعظم لاعب كرة في تاريخ كرة القدم ديجوا ماردونا كان ملهماً لكل من شاهد وتذوق ورأى عبقرية ومهارات الساحر الخالد مع كرة القدم، الروح الرياضية العالية في ماردونا لم تتركه يتجاهل خطأ ضرب الكرة باليد في احدى المباريات الدولية حيث لم يتنبه الحكم التونسي لذلك ولم يحتسب الخطأ، جعل الاسطورة يذهب في رحلة خاصة لزيارة الحكم علي بن ناصر وتقديم الاعتذار له.

مات بالامس الاسطورة العالمية لكرة القدم، فيما مات معها ايضاً اخلاق الاعلام البريطاني وهم يتشفون بموته حقداً عليه بسبب ذلك الهدف اليدوي في مرماهم، ورغم ان الرجل بات بين يدي ربه.

الحزن العارم الذي انتاب اليمنيين برحيل الملهم مبعث على الذهول وجسد الانسانية الكبيرة والذوق الكروي والثقافة الرياضية العالية التي يتمتع بها اليمنيون والتي لم تؤثر فيها كما يبدو ظروف الحرب اللعينة التي يعانيها البلد.

"نيوزيمن" رصد مدونات رثائية لإعلاميين وناشطين يمنيين نبدأها بما كتبه الصحفي سامي غالب: أين سنذهب هذا المساء؟، قبل خمس ساعات اتصل بي صديقي نبيل سبيع ينقل لي النبأ الاليم، كنا معاً قبلها بساعات علي الغداء ودار سجال بيننا حول الأعظم قي تاريخ كرة القدم، بيليه اولاً لكن مارادونا هو بطلي، الأول نال الكأس ثلاث مرات رفقة منتخب زاخر بالنجوم بينما مارادونا كان هو البطل في 1986، وقدمة اليسرى سنتذاك، ذكرت بكعب اخيل، فصارتا اشهر قدمين في تاريخ الاسطورة.

ويضيف سامي: مارادونا هو المنشق الأعظم قي تاريخ كرة القدم، أنه صوت المقهورين في مواجهة بطش "المؤسسة".

من جانبه يقول إياد دماج: الخيال الذي صيَّر الكرة امتداداً لجسده الجامح، والجسد الجامح الذي يتدفق مثل الأبدية
ويتابع دماج: يهطل ماطراً في ظهيرة ملعب مكسيكي، تتراقص امواج المدرجات على ايقاع تانجو، يتصاعد شاهقاً فوق جبال الانديز، ويسيل رقراقاً فوق شوارع ترابية في صنعاء، أو أزقة فقيرة في بلفاست.

ويضيف إياد: أعلى ارتفاعاً من نشيد نيرودا الشامل، واكثر حلكة من نفق "ارنستو سابتو"، يسافر ابعد من دخان "كاسترو"، ويصنع من كل مدينة "ماكندو" سرمدية.

ثم يختتم اياد دماج مرثيته لدييجو بالقول: هو في السينما نصف آلهة، وفي شوارع "بيونس ايرس" الشمس التي تتوسط رأية الارجنتين، وفي قلبي هو اعظم الابطال واكثرهم لذة، وداعاً دييغو ارماندو مارادونا ".

أما الزميل وليد جحزر فيقول حزيناً: كان دبيجو استثنائياً في كل شئ: مراقصته للساحرة المستديرة، تصريحاته، حياته الصاخبة، ووهج نجوميته الساطعة.

وتابع جحزر: يحق للعالم أن يحزن برحيل دييغو، النجم الخرافة، الذي تحدثت كرة القدم بقدميه جميع لغات الدنيا، ووحده كان الفتي الذي لم يكتهل، أو يتوقف عن اثارة كل هذا الجنون حولنا يوماً.

وعن الموقف البريطاني اللا اخلاقي للصحافة البريطانية وهي تتشفى برحيل البطل، قالت اشواق عبدالجليل: اربع صحف بريطانية تعنون الخبر: مارادونا بين يدي الاله.. البريطان غير قادرين على نسيان الهدف الذي سجله مارادونا بيده في مرماهم.

من جهته الصحفي فتحي ابو النصر اعرب عن صدمته ازاء الموقف البريطاني من وفاة بطل كرة القدم العالمي: حقد الإنكليز وتشفيهم اليوم في صحفهم برحيل مارادونا بسبب هدف "يد الله" التاريخي، يؤكد الأحاسيس الدنيئة للإنكليز.

ويتابع: كان دييجو قد ذهب للحكم التونسي علي بن ناصر الذي احتسب الهدف، إذ زاره في منزله المتواضع في تونس واعتذر له عن خداعه وقدم له قميص المنتخب الأرجنتيني موقع عليه كتذكار..
ينام دييجو قرير العين و"طوبى للمتسامحين ".