بعد إحجام القبائل.. مليشيا الحوثي تكثف حملات تجنيد أطفال المدارس

تقارير - Thursday 18 March 2021 الساعة 07:05 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

تستخدم مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، كل أساليب الإغراء والتهريب لاستقطاب وحشد مقاتلين إلى صفوفها، كما تغدق المال على "النخاسين" من شيوخ القبائل ومشرفيها الذين يقومون بتجنيد الأطفال وصغار السن والفقراء إلى معاركها ضد اليمنيين.

وفي سبيل الحصول على أكبر عدد من المقاتلين لسد الفراغ والنقص الشديد جراء النزيف الذي تعانيه في أكثر من جبهة، عمدت مليشيا الحوثي إلى استخدام "الطعام" واستغلال حاجة الأسر الأشد فقراً في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تمنحها سللا غذائية مسروقة من مساعدات المنظمات الدولية، ومبالغ مالية متدنية مقابل إرسال أطفالها للقتال في صفوفها.

كما نشطت المليشيا عبر الشيخ القبلي الموالي لها "حنين قطينة" والذي يترأس مصلحة شؤون القبائل، في تحشيد المقاتلين في عدد من المحافظات ودعوة المشايخ والعقال والمشرفين الثقافيين للمشاركة في التحشيد لما يسمونها معركة الكرامة والتحرر الوطني، مقابل مبالغ مالية على كل "شخص" يتمكنون من استقطابه، وقد أظهرت مذكرة رسمية صادرة عن مصلحة شؤون القبائل تفيد بأنهم ملتزمون بدفع مبلغ (70 ألف ريال يمني) يتم توزيعها بحسب الوثيقة التي تفيد بأن قطينة تسلم مبلغ 250 مليون ريال من مهدي المشاط كدفعة أولى بهدف شراء ولاء المشايخ للدفع بالمزيد من المقاتلين، حيث تم تخصيص مبلغ 70 ألف ريال بحيث يتم تسليم مبلغ 20 ألف للشيخ و50 ألفا لأسرة المقاتل الذي تم الدفع به للجبهة.

وأفادت الوثيقة أنه يتم تسليم 50 ألفا لأسرة المقاتل بعد وصوله إلى الجبهة و20 ألفا، أتعاب الشيخ الذي يقوم بتسليمها يدا بيد لأسرة المقاتل ويرفع بكشوفات مبينة اسم الفرد المحتشد والتاريخ وتوقيع رب الأسرة أو من ينوبها وبصمته.

المدارس بيئة خصبة للتحشيد 

وعمدت المليشيا عبر مشرفيها والمنتمين إليها في السلك التربوي ومديري المكاتب والمناطق التعليمية لتحويل المدارس إلى مصائد باستدراج الطلاب المراهقين، مستغلة حالة الفقر التي تعانيها الأسر اليمنية إثر استيلائها على رواتب المواظفين.

فمع اشتعال جبهة مارب، يتوافد مشرفو الحوثي إلى مدرسة "ثانوية الكويت" في أمانة العاصمة لإلقاء خطب تعبوية في الطابور الصباحي، وكذلك في كل صف من الصفوف الدراسية تحثهم على الانتصار لمشروع المليشيا الحوثية كونه نهجا ربانيا، كما تزعم.

وفي أحاديث لـ" نيوزيمن" أكد عدد من الطلاب، أن قيادات مليشيا الحوثي فشلت في إقناعهم حتى بأداء الصرخة عدى مجموعة صغيرة من الطلاب الموالين مذهبيا للمليشيا، أو من أولئك الذين يعانون حالة فقر وعوز. 

في السياق، روى طالب قصة صديقه الذي وافق والده على تجنيده في صفوف المليشيا بعد أن وعدوا الأب بأن الأمر مجرد "دورة ثقافية وعسكرية" مدة أسبوع واحد، وان المكان المعد لهذه الدورة آمن جداً، إلا أنه (الأب) تفاجأ بعد أيام بخبر مقتل ابنه في محافظة مارب، حيث تم إرساله ومعه العشرات إلى خطوط النار دون تلقي أي تدريبات قتالية أو استخدام السلاح.

وكثيراً ما تستخدم مليشيا الحوثي أنماطاً معقّدة لتجنيد الأطفال قسرياً والزجّ بهم في الأعمال الحربية في مختلف المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف منهم، وتشير التقارير إلى أن المليشيا الحوثية افتتحت خلال الأعوام الثلاثة الماضية 52 معسكر تدريب لآلاف المراهقين والأطفال، كما أنها تعمدت إلحاق الأطفال ببرامج أيديولوجية -تدور حول عقيدة وفكر المليشيا- فضلاً عن زجها بهم في جبهات القتال، حيث توكل لهم تنفيذ مهام الاشتباك المباشر وزرع الألغام وحراسة النقاط العسكرية.