ابن حبتور والتعازي وتقديم الاختبارات.. تكشف فضيحة كورونا الحوثية

تقارير - Monday 22 March 2021 الساعة 07:00 am
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

على ذات النهج من التكتم الشديد تواصل مليشيات الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن سياساتها في التعاطي مع قضية انتشار الإصابات بفيروس كوفيد 19 في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها منذ بداية الإعلان عن ظهور وانتشار السلالات الجديدة من الفيروس، وأيضا انتشار الجائحة في بقية المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية التي تعلن يوميا عن عدد الحالات للإصابات بالفيروس.

سياسة الإخفاء والتكتم الشديد التي تمارسها المليشيات الحوثية هي استمرار لطريقة تعاطيها مع انتشار الفيروس العام الماضي ودخوله إلى مختلف المناطق اليمنية ومنها العاصمة صنعاء وبقية المناطق التي تسيطر عليها المليشيات، حيث عمدت الأخيرة إلى إخفاء المعلومات بشأن انتشار الفيروس والإحصاءات الحقيقية لعدد المصابين والمتوفين جراء الفيروس، واستخدمت أسلوب التضليل حتى إنه لم يصدر أي بيانات رسمية عن السلطات الصحية الحوثية حول الأعداد الحقيقية التي أصيبت بالفيروس أو توفيت نتيجة الإصابة به منذ ظهور أول حالات الإصابة به في اليمن عموما وفي العاصمة صنعاء بوجه خاص.

إخفاء حقيقة إصابة رئيس حكومة المليشيات بالفيروس

إلى ذلك وفيما تؤكد المصادر المطلعة والطبية لنيوزيمن، أن رئيس وزراء الحكومة الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الدكتور عبدالعزيز بن حبتور يرقد حاليا في إحدى مستشفيات العاصمة نتيجة إصابته بفيروس كوفيد 19، تعمدت المليشيات إخفاء أي معلومات عن وضعه الذي لم يكن ليعرف لولا تسريب أخبار عن مصادر حكومية مقربة من ابن حبتور لبعض المواقع الإخبارية الخاصة.

المصادر رفضت الإفصاح عن مزيد من المعلومات المتعلقة بالحالة الصحية لرئيس حكومة المليشيات، مكتفية بالقول إنه يتلقى العلاج جراء إصابته بفيروس كورونا.

ووفقا للمصادر فإن قيادات المليشيات في جهاز المخابرات وجهت وسائل الإعلام الرسمية الخاضعة لسيطرتها وبالأخص وكالة سبأ النسخة الحوثية بعدم نشر أي معلومات أو أخبار تخص مرض رئيس الحكومة بن حبتور، أو أي أنباء حول انتشار حالات الإصابة بالفيروس أو الوفاة نتيجة له مهما كان مصدرها، بحجة أن ذلك سيثير البلبلة والخوف وسيؤثر سلبا على عمليات حشد المقاتلين إلى الجبهات من جهة، والتأثير على الأنشطة والفعاليات التي ستنظمها المليشيات بالتزامن مع ذكرى انطلاق عاصفة الحزم من قبل دول التحالف ضد المليشيات في 26 مارس الجاري.

تقديم موعد الاختبارات سببه انتشار كورونا

في سياق ذي صلة أعلنت وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة المليشيات عن تقديم موعد اختبارات النقل للتعليم الأساسي والثانوي ابتداءً من الأسبوع القادم والذي يليه بعد أن كانت هذه الاختبارات مقرر أن تجرى عقب انتهاء شهر رمضان المبارك.

وقالت مصادر في وزارة التربية التي يقودها شقيق زعيم المليشيات يحيى بدر الدين الحوثي لنيوزيمن: إن القرار الذي اتخذته قيادات المليشيات الحوثية بتقديم موعد الامتحانات يأتي نتيجة لتخوفها من تزايد حالات انتشار الإصابة بفيروس كورونا في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها وسط تكتم شديد من قبل قيادات المليشيات وإخفاء تام لأي معلومات بخصوص انتشار الإصابات بالفيروس.

وحسب المصادر فإن الوزارة بررت قرارها لإدارات المدارس بانه استجابة لمطالبهم بتقديم الاختبارات إلى ما قبل شهر رمضان الذي ستشهد الأيام الأولى منه استمرار اختبارات النقل لصفوف التعليم الثانوي، فيما الحقيقة أن القرار جاء بناء على معلومات صحية عن تصاعد حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19.

وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أعلنوا عن منع أولادهم من الذهاب إلى المدارس كإجراء احترازي ذاتي من قبلهم نتيجة لانتشار حالات الإصابة بفيروس كورونا، مشيرين إلى أن قرارهم سببه حالة التكتم والسرية والإهمال واللا مبالاة التي تتعامل بها السلطات الحوثية مع موضوع انتشار الوباء.

وفيات جامعة صنعاء وتعازي الفيس بوك وطلبيات المشافي تفضح المليشيات

سياسات التكتم والإخفاء التي تمارسها المليشيات الحوثية لا تستطيع التغطية على حجم الكارثة التي بدأت تظهر نتائجها سريعا، حيث شهد الأسبوع الماضي وفاة نحو خمسة من أساتذة جامعة صنعاء الذين نشرت معلومات وفاتهم من قبل بعض زملائهم وطلابهم.

وفيما انتقد بعض أساتذة جامعة صنعاء وضع الأساتذة جراء انقطاع مرتباتهم، والإهمال المتعمد الذي تمارسه المليشيات تجاههم، عزت مصادر طبية وفاة الاساتذة الخمسة إلى اصابتهم بفيروس كورونا في وقت يعانون فيه من امراض مزمنة، مشيرة إلى ان مشهد رحيل اساتذة الجامعة جراء كورونا يماثل ما شهده العام الماضي من رحيل لعدد من اساتذة الجامعة جراء اصابتهم بالفيروس.

والاساتذة الخمسة الذين توفوا من جامعة صنعاء في أسبوع هم: (الدكتور عمر ثابت من كلية الاعلام، والدكتور احمد الزمر من كلية اللغات، والدكتور علي الصبري من كلية الطب، والدكتور محمد العمراني من كلية الآداب، والدكتورة نسيم الاديمي من كلية العلوم التطبيقية).

إلى ذلك بدأت نتائج الإصابات والوفيات بفيروس كورونا تظهر في أمانة العاصمة صنعاء من خلال تصاعد حالات الوفاة ومنشورات التعازي التي يتم نشرها من قبل المواطنين في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا وان معظم المتوفين الذين يتم نشر اخبار وفاتهم أو نشر التعازي بوفاتهم موظفون في بعض مؤسسات الدولة التي تديرها المليشيات في صنعاء والتي تواصل سياسة الإهمال لنشر أي توضيحات حول أسباب زيادات الوفيات في العاصمة ومناطق سيطرتها.

إلى ذلك أكدت مصادر طبية لنيوزيمن، أن مستشفيات العاصمة صنعاء تستقبل كل يوم حالات عديدة يشتبه بإصاباتها بفيروس كورونا وسط إهمال كبير في اتخاذ أي إجراءات لمواجهة هذه الجائحة من قبل قيادة وزارة الصحة الحوثية التي تكتفي بمطالبة المستشفيات برفع معلومات وتقارير عن الحالات المشتبهة اليها دون ان تتخذ أي إجراءات لمواجهة الجائحة.

ووفقا للمصادر فإن عديد مستشفيات وصيدليات في صنعاء رفعت من طلبيات الحصول على بعض الادوية والعلاجات التي تصرف للحالات المشتبه بإصاباتها بفيروس كورونا لشركات الادوية بالذات فيتامين سي ودواء رمديسيفير، والكمامات والمعقمات، وذلك بعد تزايد حالات الإصابات بالفيروس التي تصل إلى المستشفيات.

ومع أن مليشيات الحوثي لم تعلن عن ظهور أول حالات الإصابة بفيروس كورونا في مايو من العام الماضي الا بعد ان ظهرت حالات الاصابة بالفيروس في المناطق المحررة، الا انها اضطرت إلى الاعلان عن بعض الاجراءات الوقائية والاحترازية ودفع وسائل الاعلام لنشر التوعية حول الفيروس ووسائل الوقاية منه، لكن سياسة الاخفاء واجراءات التعامل الطبي الذي استخدمته السلطات الصحية الحوثية مع حالات الاصابة بكوفيد 19 اسهم في اضطرار كثير من المصابين إلى اخفاء اصابتهم، وتفضيل تلقيهم العلاج في منازلهم بدلا عن الذهاب إلى المستشفيات خوفا من حجم الاهمال الذي سيلاقونه وطريقة التعامل الحوثية معهم، وهو الامر الذي ادى إلى عدم معرفة الحقائق والاحصاءات الصحيحة لأعداد الاصابات والوفيات الناجمة عن وباء كورونا في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

في المقابل فإن مليشيات الحوثي تتعمد هذه المرة استخدام سياسة الاخفاء المقرونة بإهمال ولا مبالاة شديدة جدا، وحرص على عدم نشر أي معلومات أو حقائق بخصوص حالات الاصابات أو الوفيات الناجمة عن الفيروس، أو نشر التوعية حول اساليب الوقاية منه، أو طرق التعامل مع الاصابة به منطلقة من تفكير قياداتها ان هذه السياسة ستسهم فيما تعتقده مناعة القطيع، وفي الوقت نفسه عدم التأثير على نشاطاتها المتصلة بحشد المقاتلين إلى جبهاتها، ودفع الناس وخصوصا الموظفين إلى دوراتها الثقافية المذهبية، وحشد المشاركين لحضور انشطتها المذهبية والدعائية التي تقيمها في صنعاء ومناطق سيطرتها بأساليب القوة والاكراه.