أسستها إيران.. ألغام الحوثي مشروع مقابر تُصدرها المليشيا لليمنيين (قصص ومآسٍ)

تقارير - Sunday 13 September 2020 الساعة 11:25 pm
عدن، نيوزيمن، وهيب هاني:

عُرفت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بمشروعها الوحيد "مشروع الموت" حيث إن الإنجاز الوحيد لها زيادة عدد المقابر والموتى في البلاد، التي تعيش سلسلة حروب منذ العام 2004 وحتى اليوم، وجميعها أشعلها الحوثيون المدعومون من إيران.

"ألغام الحوثي" آلة القتل التي أسستها إيران في اليمن، وما زالت تقارير عن مقتل مدنيين تصدر أسبوعياً، نتيجة تفجر ألغام وعبوات ناسفة زرعت في كل شبر وطأت عليه أقدام مليشيا الحوثي من المناطق التي دحرت منها، في ظل صمت وغياب أممي، بل لا يزال الشارع اليمني يتذكر دعم الأمم المتحدة للحوثي لزراعة وحصد المزيد من حقول الألغام، حيث منحت الأمم شهر مايو عام 2019م، 20 سيارة رباعية الدفع لمليشيا الحوثي، تحت يافطة دعم برنامج نزع الألغام!

>> الأمم المتحدة تمنح ميليشيا الحوثي 20 سيارة رباعية الدفع

وفي سياق حقول الموت تمكن فريق من البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، الأحد، من تفكيك ثلاثة ألغام مضادة للدروع من مخلفات المليشيات الحوثية بالقرب من مدارس العُمري في مديرية ذو باب بالساحل الغربي.

وتواصل الألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات مليشا الحوثي، قتل وتشويه الأطفال، فالمخلفات المتفجرة غالباً ما تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين حتى بعد انتهاء الصراع في المنطقة، ويكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالألغام الأرضية، كون الأسلحة غالباً ما تكون ملونة وجذابة لعيون الصغار الذين يرونها كلعب محتملة، حيث تسببت بإعاقة الشقيقين عبدالله وفارع، وعزلهما مستواهما المعيشي قليل الدخل من متابعة علاجهما، حيث أصبحا حبيسي المنزل.

>> ألغام الحوثي تتسبب بإعاقة شقيقين وتبتر أحلامهما

ولم يكن يعلم الصياد أحمد سعيد عكيش، حين ترك أطفاله وزوجته، أن نهايته ستكون في حادثة انفجار لغم من مخلفات عدو الإنسانية والحياة مليشيات الحوثي الإرهابية.

>> أحمد عكيش.. صياد تهامي أراد تأمين العيش لأسرته فخطف لغم حوثي حياته

>> "حقول الموت".. هدايا حوثية لسكان الساحل الغربي

وتعيش معظم الأسر في الساحل الغربي تحت نير الفقر والمجاعة، وفي جريمة حوثية بشعة طالت عائلة المواطن (داؤد خبش صغير) وهم من سكان منطقة خط الخمسين بمديرية الحالي، نزحوا إلى منطقة المسنى عقب تعرضهم لجرائم الحوثيين، والتقمهم لغم أرضي زرعه الحوثيون في طريقهم بالقرب من منزلهم، أدى إلى وفاة الجميع.

>> بين عصا الألم والأمل يتكئ سكان الساحل الغربي.. ألغام الحوثي تخطف عائلة "خبش"

وفي جريمة جديدة، المواطن (أحمد علي إبراهيم) رجل مُسن من أبناء مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، ذات يوم ذهب مع خمسة من رفاقه كعادتهم إلى البحر للاصطياد، وبعد أن ظفِروا برزقهم من الأسماك، هموا بالعودة إلى ديارهم؛ وبينما هم يمشون عائدين إلى منازلهم فرحين بما منَّ الله عليهم به من رزقٍ، وطأت أقدامهم فجأة على لغم زرعته مليشيات الحوثي الإرهابية في الطريق تحت التراب، أودى بحياة خمسة من رفاقه، وتسبب له بإعاقة دائمة، فأضحى عاجزًا عن المشي على قدميه، وجعله بعد فترة وجيزة حبيس كرسيه المتحرك يلازمه طوال الوقت.

>> صنعت جرائمهم أوجاعاً كثيرة.. مأساة مُسن و5 من رفاقه في فخ لغم حوثي

ومزق لغم حوثي جسد الصياد التهامي "عبدالله"، وحوله إلى أشلاء تطايرت في الهواء، وقطع أوصاله وتناثرت قطعا صغيرة على الأرض، في مشهد حزين ومرعب مما تركته آلة الموت الحوثية.

خلف ممات عبدالله الذي كان يعمل في الصيد كسائر أبناء تهامة، تسعة أطفال، خمسة بنِينَ وأربع بنات، وتركهم يكابدون ويلات الحياة بأجسادهم الطرية، بلا سند.

>> عبدالله.. صياد تهامي سرق لغم حوثي حياته وشرَّد أطفاله

الشهيد فضل محمد سعيد، من أبناء قرية موشج بمديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة، أبٌ لطفل معاقٍ، فقد حياته إثر انفجار لغم أرضي في قرية موشج، قطّع جسده إلى أوصال في عام 2018م، لتبدأ على أنقاض تلك الحادثة الشنيعة، قصة معاناة مضنية تعيشها زوجته التي رُمِّلت في ريعان شبابها، وطفل معاق يُتِّم منذ نعومة أظافره. وعيناها تُشعان بحزن عميق وبصوت ممزوج بالحسرات.

>> الموت الرَّابض تحت الأرض يفتك بروح "فضل" ويشرِّد زوجته وطفله المعاق

لا شيء تغيّر، سوى انتشار الموت في أرجاء اليمن، وتزايُد أعداد الضحايا المدنيين؛ إذ إن أيادي الموت الحوثية المارقة المرتهنة لطهران، تواصل بلا هوادة حصد الأرواح دون توقُّف، ولم تتوان لحظة واحدة عن ارتكاب أفظع الجرائم وأبشعها بحق الإنسان والإنسانية في مختلف مناطق الساحل الغربي.

اقرأ أيضا:

اتفاق السويد.. نافذة إيران بالساحل الغربي

بين مطرقة ألغام الحوثي وسندان اتفاق السويد.. الساحل الغربي يتحول لمآتم وسرادق عزاء